ضد أوروبا والشيطان أفضل من هذا فإنه يوسوس ولا يسمع له صوت وهذا له صوت مؤثر في الضعفاء ففرقوا بين العدو والحبيب بما تسمعونه وإياكم والاغترار بكل مسموع أو مكتوب فالفتنة نائمة ولعن الله من أثارها فاسمعوا واجيبوا نداء مخلص في خدمة وطنه وأخوانه.
امتلأت الديار المصرية فرحاً وسروراً بما ذاع بينهم من توجيه عناية سيدنا ومولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى إلى سيدنا وأميرنا الخديوي المفخم النائب السلطاني بتأييد مبادئه الحرة والمحافظة على حقوقه الممنوحة له بالفرمان الشاهاني إذا أمر سفير جلالته بلتدن أن يعلن حكومة انكلترا بأن ما جرياتها وتداخلها في حقوق مولانا الخديوي ومس حقوقه الفرمانية أو شخص حضرته يعتبره السلطان كأنه ضد فخامة جلالته بل ضد السلطنة الإسلامية العثمانية وأن السفير عندما بلغ انكلترا ذلك أعلنته أنها تحافظ كل المحافظة على الحقوق السلطانية والامتيازات الخديوية بمصر. ومن هذا يعلم كل عاقل أن ما إجراه الجناب الخديوي الأفخم لم يكن إلا محافظة على حقوق مكفولة برعاية السلطان الأعظم ووقاية اتفاق الدول العظام وأن ما كان يفعل ما إمارته قبل ذلك كان مخالفة للفرمانات والمعاهدات الدولية فلا تقره وترضاه دولة من الدول ولا نفس انكلترا التي أعلنت شدة محافظتها على حقوق سلطاننا وأميرنا ولكنا لا نؤاخذ رجالها بما اختاروه لأنفسهم من الأثرة بالرأي والعمل فقد قدمنا أن دول التداخل تجرب نفسها أمام الأمة المتداخل في شأنها فإن أغفلت نفذت وأن عورضت