مجله الاستاذ (صفحة 548)

الوثوق بالحضرة الخديوية الفخيمة والحضرة الرياضية نترك لهما الأعمال السياسية والتصرف في حوادثنا وإدارتنا الداخلية والخارجية بما هو باعث ثقتنا بهما وما علينا إلا ربط القلوب على التعلق بمحبة الذات الخديوية وصدق النية في خدمة الحكومة والبلاد بالانقياد إلى الأوامر والبعد عن كل فتنة وهيجان وتهور والإخلاص في معاملة الأجانب بما يدخل عليهم السرور منا في كل وقت ولا يدعكم مخالفة دين البعض للتعصب عليه فقد قضينا ثلاثة عشر قرناً ونحن نعاشر أصحاب الأديان المختلفة معاشرة الأحباب وهي طريقة الأمن والسلام فألزموها تفلحوا ولا تنسوا مشاركة الأوربيين لنا في الفرح والسرور وتظاهرهم أمام الحضرة الخديوية بالثناء على همته والنداء باسمه يعيش عباس باشا وهذه صفات تلزمنا وتوجب علينا حسن المعاملة والاختلاط بهم في المجالس متبادلين الزيارات وعبارات المسامرة والملاطفة وبهذه المعاملة يظهر لنا الفرق بين التمسك مع محافظته على أصول دينه وفروعه فإذا انتهى من مسامرة المغاير ذهب إلى معبده. والمتعصب يحمل الغير على الأخذ بدينه ويلتزم الطعن في دين الغير فيهيج النفوس ويحركها للعدوان وهذه طريقة ما سلكها المصريون خصوصاً ولا المسلمون عموماً من عهد ظهور الدين الإسلامي إلى الآن.

فأولى بنا أن نلتزم ما التزمه السلف الصالح من المحافظة على الحقوق الوطنية والاستيطانية ونظر المستقبل بمنظار يرينا الحقائق من شباك الهدو والسكون وأننا نرى بعض الأعداء يطرح أوراقاً فيها كلمات ساقطة والبعض يدخل المجالس باسم مصري يسب انكلترا ويذم أعمالها ويحرك النفوس ضدها أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015