وحرية الأعمال. والتعرّض لهم بشيء ضار تعرّض لنفس الحكومة ومعاكسة لأعمالها. ونحن وأن كنا أبعد الناس عن الحركات العدوانية ولكن من لا يرضيه سكوننا ربما بث فينا أهل فتن أو أغرى بعض الحمقا على فعل ما لا يحمد تهييجاً للأفكار وتذرعاً للفتنة فأقدم خالص النصيحة لأخواني المصريين على اختلاف أديانهم أن يقرؤا العواقب ويبعدوا عن كل ما يكدّر الراحة وأن يعاملوا الأوروبيين المعاملة الحسنة ويسلكوا معهم طريق الأدب واللطف اللذين تعودوا عليهما وأن يكفوا عن العبارات المؤثرة في النفوس والطعن في أي دولة من الدول حتى دولة بريطانيا العظمى التي هي مرجع الاختلاف فإننا يلزمنا معاملة أفرادها معاملة الرفق واللين والإغضاء عن كل شيء تقدم فإننا الآن أحوج الناس لملاينة الأجانب والمساهلة معهم في كل ما يتعلق بالمعاملات. وكلنا يعلم أن عواقب الحركة السابقة في سنة 82 كانت وخيمة على البلاد وانتهت بما لا يحمده المصريون فكأنها إنذار أبدي يخوفنا كل وقت من سوء عاقبة الهيجان واشتعال الأفكار فليكن ذلك بين عين كل مصي تدفعه الأراجيف والمختلقات إلى التهور والحدة في الكلام خصوصاً ونحن نعلم أن بعض من تسموا بأسمائنا وظهروا بالتدين بديننا يتخللون المجالس والقهاوي والمحافل مهيجين ومقبحين لأعمال انكلترا وما يسعون إلا في إثارة الخواطر وخدمة الدولة التي تستعملهم آلة لحجة تلتمسها وبرهان تقيمه أمام أوروبا وليست الفتنة السابقة ما يروى من الأخبار البعيدة العهد عنا بل كلنا حضرها وشاهدها وعلم ما جرى من كل طرف من الأطراف التي كانت عاملة فيها.
وحيث أننا جمعياً نثق كل