سيدنا ومولانا أمير المؤمنين والدول العظام المؤيدة للامتيازات المصرية المحافظة على المعاهدات بحقوق الحضرة الخديوية الكريمة ومن رجع أمرهم إلى هذه الدول الكبيرة حقيقون بأن يعيشوا في ظل أميرهم آمنين على حقوقهم رابطين قلوبهم على محبته بعيدين عن كل من يمس حقاً من حقوقه أو يستخدمهم في غير
مصلحته معاذ الله تعالى لائذين به لياذ الرضيع بصدر أمه مؤيدين وزارتهم بحسن معاملتهم وسيرهم بالحكمة مع الوطني والمستوطن فاعقدوا على محاسن الأخلاق الخناصر واقروا عواقب الطيش فأنها وخيمة والله يعصم فعلنا من الخطاء بفضله.
يعلم كل مصري غيور على وطنه أن ما وصلنا إليه بهمة وعناية أفندينا عباس باشا الخديوي الأفخم غاية ما كانت تتصوّر لذي فكر ونعمة لا تقابل إلا بالحمد والشكر. والعاقل إذا وصل الغاية المقصودة له وحصل المبادىء الموصلة إلى الغاية لزمه أن تهدأ أفكاره وتسكن حركاته وأن يأخذ الأمر بالرفق والتأني ويبعد عن الطيش والحدّة والتهوّر لتكون الهمة المبذولة له لا عليه يعني أنه إذا فعل ما يحمد عليه وصل الغاية بسلام وأن تهور وتشوشت أفكاره بالحدة والتغيط انقلب سعيه عليه بالحجة التي يقيمها عليه خصمه من أقواله وأفعاله. ونحن نعلم جمعياً أن بلادنا استوطن بها معظم أجناس العالم ولم يأخذوا منا شبر أرض بحرب ولا دخلوا علينا بقوّة وإنما كان دخولهم بمعاهدات دولية بين حكومتنا السنية ودولهم فصاروا مثلنا في تمتعهم بالراحة والأمن