على حقوقهم ولغاتهم وأديانهم وعوائدهم والدأب خلف الاستقلال بأعمال بلادهم فإنهم لا يجهلون كلاًّ من البلغار والسرب والجبل الأسود ورومانيا أقام تحت تصرف الدولة العلية أكثر من خمسمائة سنة وفي هذه المدة ما استطاعت الدولة أن تغير دينهم أو لغتهم أو عادتهم بل حافظوا على الأصلين العظميين اللغة والدين وزاحموا ولاة الترك في الأعمال والإدارات وأكثروا من الصياح والاستنجاد حتى وقعت الحرب الأخيرة واستقلوا فلم يحتاجوا لتجديد لغة أو عهد دين أو إعادة معبد ووجدوا أنفسهم هم الذين كانوا قبل ذلك بخمسمائة عام وقد قوبلوا على ذلك بمدح جميع أوروبا وثنائها عليهم وكان من أعظم المساعدين لهم بل المحركين لهم نفس إنكلترا التي نريد أن نجاريها في أعمالها أو نجاري من أنجدتهم من بعيد ونحن أقرب إليها من حبل الوريد. والأستاذ يعرض مقالته على كل عاقل متصف مصرياً كان أو غير مصري وأظنه لا يسمع إلا قول المخلصين إنها أخبار بحقائق وطلب بحقوق لا تمس شرف رجل ولا تتعرض لأمة ولا تطعن في سياسة وإنما هي محض درس تهذيبي لمن يسوءهم قول الأوروبيين لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا.
قضى المسلمون مع الأقباط ثلاثة عشر قرناً وهم في اختلاط أهل بيت ومعاملة عشيرة واتحاد عائلة ما جرى بينهم يوماً واقعة عدوانية مسببة عن اختلاف الدين كما نشاهد ونسمع من طرد اليهود من بلادهم وسلب أملاكهم وحليهم واستحلال تعذيبهم وسوقهم إلى سبيريا حفاة فيهم القيود والأغلال وتخييرهم بين الانتقال من دينهم أو الرضا بالأشغال الشاقة في سبيريا التي هي