والغزالين الذين تعصبوا لحقوقهم وتجمعوا لراحتهم وأذهلوا العالم بأفعالهم التي ما دخلها شغب ولا تخللها خلل. وكأني بدخيل يوسوس للأجانب قائلاً أن الأستاذ يدعو إلى ثورة مصرية بهذه العبارة فقد تعودنا سماع الأراجيف من الدخلاء وتسليط الأوروبيين على كل بلد نودي فيه بالمحافظة على وطنيته ونحن نضع حجراً في فم هذه الدخيل قبل أن يحرك شفتيه بكلمة إغراء. إن المصريين قد جربوا أنفسهم في التظاهر بالقوة فوقف شقاقهم بينهم وبين الظفر بالمقصود وهم شاكو السلاح كثيرو العدد والعُدد والآن لا قوة بأيديهم ولا سلاح وقادة الجند من الأجانب ولا يحمل العسكري إلا بندقية فارغة حكمها حكم عصا الراعي ولا موجب لحركة الأهالي حركة عدوانية بعد خضوعهم لأميرهم وانقيادهم إليه في السر والعلن وقد تأدبوا وعلموا دسائس أوروبا وتنبهوا لمقاصد الدول وسعيهم في اتخاذهم آلة لبلوغ مآربهم لا لمصلحة المصريين معاذ الله ولا لمنفعة المسلمين أستغفر الله فما من مصري إلا وهو يعلم الآن أن أوروبا لا تصدق في قول ولا تفي بوعد ولا تحب شرقياً ولا تسعى في خير مصري وإنما هي ملاعب سياسية يقدمونها بين أعين الجهلاء الذين لا خبرة لهم بدهاء الدول ومطامعها يستميلونهم بها استمالة الطفل بقطعة حلوى أو ثوب منقوش. ومن انتهى بهم الأمر إلى الوقوف على الغايات والمقاصد السيئة مع إفراغهم من المعدات الآلية وعدم حاجتهم إليها
يستحيل عليهم أن يكدروا صفو الراحة بشغب أصواتٍ فضلاً عن قعقعة سلاح. وما يدعوهم الأستاذ إلا إلى مجاراة الأوروبيين فيما هم فيه من معرفة قدر نفوسهم والمحافظة