رجال إنكلترا قائلاً هؤلاء رجالي الذين تريدون أن تؤيدوا بهم حكومتي النظامية فضعوا الأعمال في أيديهم واختبروهم فيما يقومون به من الأعمال هؤلاء الذين ربتهم مصر وشهدت لهم أوروبا ووقفوا مع سابقيهم تسعين سنة يريدون الأعمال بأنفسهم ويصلحون البلاد حتى حاكوا بها مدن أوروبا الشهيرة بل ربما وجد الأجنبي فيها من الراحة ما لا يجده في أعظم مدن أوروبا هؤلاء الذين قلتم لأوروبا إذا وجدنا قوماً لهم قدرة على الأعمال وفيهم استعداد لحفظ الأمن ونشر المدينة سلمناهم بلادهم وودعناهم بسلام فهلا جربتموهم في عمل هؤلاء
الذين لا يحتاجون لمجاراة غلادستون في سياسته ولا بسمارك في خداعه ولا القيصر في شدته فأنهم يريدون أعمالاً بسيطة مكفولة بالقوانين والنظامات ليس فيها سعي خلف استعمار ولا اجتهاد في نشر دين ولا تحاليل على توسيع حدود فأية صعوبة في مثل هذه الأعمال. هؤلاء الذين جئتم لتأييدهم في مراكزهم ودفع يد العدوان الوهمي عنهم وقلتم في مصر من الرجال فلان وفلان ولا يحتاجون إلا إلى مراقبتهم مدة قصيرة في إدارتهم الجديدة. هؤلاء الذين درسوا أعمالكم وحفظوا نظامكم ووقفوا منتظرين تحقيق الآمال وصدق الوعود فعلام تتعبون في تهذيبهم إن كانوا لا يصلحون. وماذا ترجون منهم بعد تعليمهم أصولكم العسكرية والإدارية والمالية والقضائية إن كانوا لا يفلحون. هؤلاء الذين هم أحق وأولى من غريب تستخدمونه بأموالهم المتحصلة منهم وتنفقون عليه من ذهب ما دفعه أوروبي ولا حصله غير مصري. فأي مانع يمنع المصريين من المطالبة بحقوقهم بالتظاهرات الأدبية أصرنا أقل درجة من فعلة الإنكليز