العافية فأنشد شعراؤكم الشعائر الطنانة الرنانة مدحاً وثناءً وشربتم الخمور جهاراً باسم من استعديتموهم على بلادكم ونصرتموهم بتثبيط إخوانكم وبذلتم أموالكم وأرواحكم في دخولهم البلاد والتخلي لهم عما بأيديكم من الأعمال. ولطالما طأطأتم الرؤوس وحنيتم الظهور وركعتم أمامهم تعظيماً وتسليماً وبصقتم على وجوه إخوانكم ولبستم أجمل ثيابكم تنتظرون يوما يقتل فيه مائة ألف مصري. فهذه الأيام تريكم كيف تدور الدوائر وكيف تتقلب الأحوال بالأهوال على من لم يقرأ العواقب ومن يلقي نفسه بين نيوب الضل خائفاً من العظاية (السحلية) فقد أبدلت المصائب الولائم الأجنبية بالمآتم الفقرية ودعتكم لتكسير أعواد الطرب والسرور وضرب دف الندب والرثاء. وهل تجزون إلا ما كنتم تعملون. مضى أمس بخيره وشره وجاء اليوم بتحذيره وإنذاره وقد سار المرحوم أفندينا توفيق باشا إلى جنة ربه. وزين عرش الحكومة المصرية الملحوظ بعناية الله تعالى أفندينا عباس باشا الثاني ولا عسكرية تطلب منه حقوقاً وطنية فيقال أنها تريد أن تستبد عليه أو تضعف سلطته فأولى أن يستعين بدولة كذا. ولا خوف عنده من أجنبي يهدده بمنشور ينشره ليجعله وسيلة للتداخل العدواني. ولا أحزاب بين يديه فرقتهم الضغائن الباطلة فشقوا عصا الجامعة الوطنية والوحدة الدينية بوسوسة جاهل ونزغ محتال. بل هو الهمام الحازم الصادق الوطنية المحب لجميع أجناس رعيته على اختلاف أديانهم الساعي في منح الوطنيين حقوقهم وتمتعهم بخصائصهم الإدارية وما يحتاج في تنفيذ إرادته إلا إلى رجال نبهتهم صدمة أوروبا إلى الرجوع عما هم فيه من الاعتزاز والاستغفال فحاطوا أميرهم مخلصين في انقيادهم إليه لينادي بهم