العربيات للتفسح في المنتزهات وعقلاؤنا صامتون لا ينطقون بكلمة رجاء أو صوت استصراخ وضعفاؤنا حيارى ينتظرون هؤلاء وهم عنهم لاهون ونبهاؤنا في المحافل يتحاورون ويتناظرون بما لا يفيد الوطن والملك شيئاً متعللين بأن محافلهم لا تتعرض للسياسة ولا للدين فإذا انصرف النبهاء عن وجهتي السياسة والدين فبمن تقوم الأعمال ويتقوَّم أود الحكومة ويبقى عمود الدين قائماً كبقية الأديان. أبالإخاء الذي ربطناه بين الأجنبي نتخلى له عن مرجع المجد واصل الشرف. وهل تريد أوروبا أن تنتصر علينا في حرب عوان بأكثر من صرف نبهاء البلاد عن النظر في الملك والدين ليخلوا لها الجو فتفعل ما تشاء وتغير ما تشاء مع أن
النبهاء يمكنهم أن يستخدموا محافلهم في مصالح بلادهم فيتمكنوا بقواهم العقلية مما لا يمكنهم منه سيف ولا مدفع من غير إثارة فتنة أو إراقة قطرة دم ويصلحون ما أفسده الاغترار والانخداع ويحدثون في البلاد عصبية وطنية لا تردها أعظم أمة عن مشربها المصري وسعيها المؤيد بربط القلوب على عزيمة واحدة صادقة. وما الذي استفاده النبهاء المصريون من الاخلاط والامشاج غير تقدم الغير وتأخرهم واتخاذنا بيت مال لفقرائهم وعجائزهم. دعونا من المجاملة في الكلام والتستر بما استهجنه العقلاء ما ابتدعت المحافل إلا لتصير الممالك دستورية وقد نجحت في ذلك وقلبت كثيراً من ممالك أوروبا وحيث أننا بين يدي حكومة دستورية فلم لم نؤيدها بعصبية وطنية ونظهر من أعمالها ما تفتخر به إنكلترا أمام أوروبا وإلا فإن بقي الأمراء في البيوت والنبهاء في المحافل على ما هم عليه والعقلاء صامتين والضعفاء طائرين حول أوهام الأجنبي وإرهابه