يوحشروا الغرباء في المصالح حتى أصبح ألوف من المصريين لا يجدون القوت ولا يعرفون لاستخدامهم مرة ثانية سبيلاً. أم هم الذين قللوا من تلامذة المصريين في مدارسهم وأكثروا من استخدام الأجانب فيها وتدرجوا لأمانة لغتهم الوطنية بفرض المكافآت لمن ينبغ في الإنكليزية لتنسى لغة القرآن فينسى بها الدين الواقف عقبة أمام أوروبا كما يصرحون بذلك في مجالسهم وأندية شوارهم. لا والله ما نالوا أملا ولا قارفوا عملاً ولا أذلوا رجلاً ولا خربوا بيتاً ولا هتكوا حرمة إلا بالمصريين. ماذا على الإنكليز إذا سعوا في ربح تجارتهم واستخدام أبنائهم ولم يجدوا عائقاً أيرجعون وهم لهذا مرتحلون. ومن يلومهم إذا وجدوا طريقاً لتوسيع ممالكهم لا خوف فيه ولا عقبات أيتركونه وهم في جميع بلاد الدنيا طامعون. كانوا يرون أن المصريين إذا رأوا دولة حرة دخلت بلادهم لتأييد خديويهم وإصلاح بلادهم وتعريفهم حقوقهم بين الأمم تجمعوا حول أميرهم حاملين كرسي فخامتهم على رؤوسهم منادين باسمه قائمين بتنفيذ أوامره محافظين على حقوقه مستميتين في اختصاصهم بأعمالهم والقيام بشعائر دينهم مجاهدين في حفظ الأمن وخدمة البلاد حافظين لحقوق الأجانب والغرباء النزلاء والمجتازين جاعلين محافلهم التي استخدمتها أوروبا في مصالحها محافل وطنية تستخدم أوروبا في مصلحتهم فكانت تساعدهم على هذه الأمور التي تعهدت لأوروبا أن تعلمها للمصريين وتؤهلهم إليها ولكنها رأت غير ما ظنت فلا لوم عليها إذا وضعت قدمها على عمائمنا لتعلو جواد الفخر والخيلاء.
لماذا نتألم من أعمالنا وأمراؤنا اقتصروا على القعود في القصور وركوب