والإدارات في الوطنيين أخذت تقول وهم يفعلون حتى أصبحت تفعل وهم لا ينطقون وكانت تتقي باسمهم المطاعن الأوروبية حتى خلا الجو وأمنت الاعتراض فأخذوا يذمونها ويرمونها بخلف الوعد ونكث العهد وعدم الصدق وطول الباع في الخداع وهم غير محققين فإنها ما دخلت إلا لتعمل عملاً أمام أوروبا فلما فوضوا إليها الأعمال استلمتها بهمة ونشاط. ومثلها ومثلهم كمثل لص دخل دار قوم وقال لهم حملوني ما عندكم من أثاث وحلي وآنية فأخذوا يحملونه ما يريد من غير معارضة فهل إذا دخل عليه البوليس وأهل الدار يحملونه بأيديهم يقول هذا لص كلا بل يقول أنه صاحب الدار وهؤلاء خدمه. أيرون أن الإنكليز هم الذين نشروا منشور المومسات ورخصوا للنساء أن يخرجن للبغاء تحت حماية القانون. أم هم الذين سنوا كشف الأطباء على البغايا وإعطاءهنَّ شهادات بأنهن صالحات للزنا فهتكوا حرمة القرآن والإنجيل والتوراة بتحليل ما حرمه الله تعالى في كل كتاب. أم هل قالوا للمصريين ستنفق ملايين في المقاولات والأعمال الهندسية من غير أن نسأل عما نفعل فيها فإياكم والسؤال عن مبالغ ستكونون عبيداً مكلفين بسدادها إلى روتشلد وغيره. أم هم الذين أعطوا الالتزامات الوابورية والأرضية ووسعوا نطاق المعاهدات إلى أن ضيقوا كل عمل مصري. أم هم الذين منعوا المصريين من زراعة الدخان والحشيش لتروج مزارع أوروبا بخراب بيوت هؤلاء الضعفاء. أم هم الذين باعوا مهماتهم وآلاتهم بغير ثمن وربما أعطوا من أخذها شيئاً يستعين به على نقلها حتى تركوا
البلاد محتاجة لمن يحرسها بالعصا أو النبوت. أم هم الذين أبعدوا المصريين عن الخدمة