لا ينتبهون من غفلتهم ولا يعقلون مقاصد الدولة ولا يدركون مكايد الملوك ولا يسعون في صالح بلادهم ولا يحافظون على دينهم ولا يعرفون شرف لغاتهم ولا يحفظون كراسي ملوكهم ولا يهمهم ضياع أوطانهم اتخذتهم كرة تلعب بهم كيف تشاء وهي تقول لهم لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا.
قالت أوروبا أن الشرق في حاجة لتداخل أوروبا لإصلاح إدارته وماليته وتجارته وتهذيب أُممه بالتعاليم الأوروبية وأجمع رجال أوروبا على جعله قسماً مقابلاً لها وربطوا عزمهم على ضمه إليهم الجزء بعد الجزء والقطعة بعد القطعة على اتفاق معقود بين الدول هذا لي وهذا لك ثم تلووا في الدخول فيه تلوى الأفعى وملكوا بعضه بالتجارة والبذل المالي وبعضه بدعوى مس حق دولة أو إهانة بواب قنصل أو حفظاً لطريق مملكة. والداهية الدهياءُ إن ملوك ق مملكة. وا في الدخول فيه تلوى الأفعى وملكوا بعضه بالتجارة والبذل المالي وبعضه بدعوى مس حق دولة أو إهانة بواب قالشرق وعظماءه ملأُوا قلوب أُممهم بالأوهام وخوفوهم من الأوروبي وأرهبوهم باسم اللورد والبارون والكونت والمركيز والجنرال والأميرال والسير والمأجور حتى خيلوا لهم أن الأوروبي ملك يمكنه قلب المملكة أو جنيٌّ يقدر على حرقها فامتلأوا رعباً وخوفاً ولبسوا ثوب ذل وهوان وذلك بسبب المعاملة التي يعاملونهم بها في وقائعهم مع الأوروبيين وقد اضطروا كثيراً من الوجهاء والنبهاء الذين ينتفع بهم الوطن والملك إلى الاحتماء بالغير تفادياً من تلك المعاملة فكانوا أقوى يد للأوروبي في تداخله واستيلائه على ممالكهم فلوربوا رجالهم على الحماسة ومرنوهم على
الأعمال وبعثوا فيهم روح الحمية بالمحافظة على حقوقهم وترقيهم بحسب استعدادهم وساعدوهم على انتشار الصناعة والتجارة وهذبوهم بالأدبيات وصانوهم من المفاسد العقلية وعلموهم