في الرتبة وفتحت لنا البيرَ والخمارات والمقامر وأباحت الزنا والربا ووسعت دائرة اللهو والخسران فغفل الشرقيون عما وراء ذلك من ضياع الدين والملك والمجد والشرف وانكب الأغبياء والغفلون على الخمور فساءت أخلاقهم وضعفت عقولهم وفسدت عقائدهم وتحولوا إلى المومسات فارتكبوا الإثم بارتكاب المحرم والعار باتخاذهم اختهم الوطنية آلة للفحش وجعلها عرضة للأجنبي بعدم غيرتهم عليها فهم في رتبة القواد بل هم هم ومال فريق إلى القمار فباع الغيط والدار واضطر لبيع حلى زوجته برضاها أو بسرقته منها والكل عطف على المرابين يقترض ويصرف في الملاهي ومتلفات العقل والجسم والملك حتى أسكن الأوروبي مكانه وصار له خادماً بعد أن كان عظيماً محترماً وكلما تهالك الشرقيون على الخمور والملاهي واصلت
أوروبا رسائل الخمر وارتحل إليهم المومسات وأرباب الملاهي تحويلاً للثروة وإزهاقاً لروح الدين حتى أصبح المتلبسون بهذه القبائح والفضائح لا شرقيين ولا غربيين واتخذتهم أوروبا وسائل لتنفيذ آرائها ووصولها إلى مقاصدها من الشرق وهي تحثهم على المثابرة على عملهم باسم المدينة وما هي إلا التوحش والرجوع إلى الحيوانية المحضة إذ لو كان الانغماس في الملاهي ومفسدات العقل والدين من المدينة لما تحاشته أوروبا وعدت مرتكبه همجياً جاهلاً مجنوناً ولما وضعت القوانين الشديدة للمسكرات ومنع التلامذة منها ولما كتبت الرسائل العديدة في ذم الخمر والفسوق وحرمان ضعفاء العقيدة والمتقاعدين عن العبادة وحضور الكنائس وإنما هو إشراك وفخاخ تنصب في طريق الشرقي حتى لا يخطو خطوة إلا وقد وقع في حبالة أوروبا. ولما رأت أوروبا أن الشرقيين