حصلوها بعرق جبينهم ثم تصرف في تعليم لغة غير البلاد ومصلحة غيرها أيضاً فما موجب تعليم مثل التاريخ والطب والهندسة والجغرافية باللغات الأجنبية والمتعلم سيستخدم بين من لا يعرفون كلمة أجنبية وهم فلاحو مصر وعوامها والكتب العربية في هذه الفنون توج احتمالاً في المخازن فأي ضرورة تلجئنا لتركها وشراء غيرها بلغة أخرى، وماذا تقول المعارف يا ترى إذا قال لها الجناب الخديوي المصري الأفخم مدارس ينفق عليها من مال رعيتي يحافظ فيها على لغتهم ودينهم وما جوابها إذا قال رجال الشورى إما أن تنفق أموالنا على أبنائنا فيما ينفعنا ديناً ودنيا أو نأخذ أبناءنا ونترك المدارس خاوية فيسد قسم من ديون الحكومة بما يصرف فيها أو يستهلك منها لا ندري ما الجواب بعد علمنا إن الأجنبي لا ينفق فيها درهماً واحداً فالحق حق أصحاب الأموال العائذين بجاه خديويهم الأكرم الأفخم، وإنا تبادلنا الفكر مع حضرة الفاضل مع طول العهد عندما رأينا جريدة الأزهر تدعونا إلى ما تسوء به عاقبتنا وتسودُّ به وجوهنا ونصير به أعجوبة بين الأمم فللفاضل شميل أفندي الشكر على ما نبهنا إليه من إحدى عشرة سنة مضت ونشني على جريدة الأزهر الثناء الطيب فإنها دقت جرس التنبيه فأيقظت الرقود ونبهت الغافل واطلعت المصريين على سر من أسرار أوروبا بعد أن كان لا يعرفه إلا العقلاء المشتغلون بالبحث في مقاصد أوروبا في الشرق على أننا نعلم علم اليقين أنه لو ظهر ألف داع بل مئات ألوف من دعاة أوروبا لاستعمال أنة تميت لغة القرآن ما وجدوا آذاناً سامعة ولقد ترجم القرآن بالإنكليزية والفارسية بقصد استعماله بهما بين الآخذين به فلم يفد ذلك