صالحاً آخذة أفكارها عن مجموع أعمال الحزب أو آراء عقلائه بحيث تلزم مشرباً لا تتحول عنه بتحول الأحوال ولا تتلوم أمام حزبها بتلون المطامع ولا يلزم من اختصاصها أن تكون مضادة لغيرها من الجرائد في كل ما يكتب فيها فإن الجرائد مدارس الأفكار ومعارضتها إقفال لباب التعلم الأدبي وإنما تحافظ على مبادئ حزبها وتجاري الجرائد في المقالات العامة والأفكار النافعة وإلا إذا تركت الأحزاب والجرائد وأخذت كل ما يقال بالقبول من غير بحث في مصدره وما تحته من الدسائس تحول مجرى سيلها الوطني إلى الاودية الأجنبية ووقعت في أشراك أوروبا وهي لا تشعر ولتكن المجامع مطهرة من ذوي الأفكار الفاسدة محفوظة من الطائرين خلف المحسنات الأوروبية مصونة من التخاذل والتباغض متعلقة برئيس لا يختلف في استحقاقه للرياسة اثنان فإننا إن فعلنا ذلك قالت أوروبا قد عمّت المدنية واستوى فيها أشتات الشرق وعصبيات أوروبا.
تقدم لنا أننا بحثنا في اللغة العربية وما كانت عليه من العز والارتقاء أيام خلو العرب من الدخلاء والخلطاء وما صارت إليه بعد انتشار الدين الإسلامي وسلطتها على كثير من اللغات فعز على غير العرب النطق بها للتباين بين مخارج حروفها وبين حروفهم وعدم تعودهم على النطق فحرفوا بعض الكلمات وصحفوا ولحنوا حتى حدثت اللغة الدارجة المسماة بلغة العامة