وإذا كان ذلك مرسوماً بين أعين العقلاء منا استحال تصور التجمع لفتنة أو لمعاكسة دولة أوروبية وتعين فهم مجاراتنا لأوروبا في اتخاذ طرق المدينة. خصوصاً ونحن معاشر المصريين بين يدي أمير سكنت محبته قلوبنا وتخللت أجزاء ذواتنا وتعلقت آمالنا بهمته العالية وأفكاره المنيرة ولكننا لا ننسى أننا تحت مراقبة دولة عظيمة تسعى في تقدم مدنيتنا وتوصيلنا لمعرفة حقوقنا الوطنية وتبذل جهدها في نشر التعاليم الأوروبية في أنحاء بلادنا وتفتخر وزراؤها ووكلاؤها بأنهم أوصلونا إلى المدنية وعلمونا كثيراً من طرق الإصلاح التي كنا نجهلها ونبهونا للمطالبة بحقوق خديوينا المفخم ووطننا العزيز وأرشدونا إلى طرق حرية الأفكار والمجامع فعملاً بهذه العلوم النفسية وإتباعاً لنصائحها واقتداءً برجالها ينبغي أن نقابل سعيها بالتظاهر أمامها بثمرات أتعابها ليكون فخرها بين الدول بنشأتنا الوطنية وعصبيتنا المصرية أكبر وأعظم وليعلم العالم المدني الأوروبي أنها وعدت ووفت وإلا فإن بقيت على اجتهادها وبقينا على تقاعدنا كنا علة لما لا نحبه ولبسنا ثوب عاربين الأمم وأصبحت الدولة المراقبة لنا تبكتنا وترمينا بفساد الأخلاق وجبن الطباع وعدم الاقتدار على الاختراع. فعلينا معاشر المصريين خصوصاً والشرقيين عموماً أن
نبحث في طرق احزاب أوروبا وروابطهم وكيفية سيرهم وموجب استمرارهم على ما هم فيه ونقلدهم بسير لطيف واعتدال في الحركات والسكنات مع لزوم الهدوء وحسن الانقياد والمحافظة على حقوق الأجانب والنزلاء والانتباه لدسائس الدخلاء وفتن الأجراء ولتكن لكل فريق جرائد تنشر أعماله وتؤيد أقواله وتبين له دسائس بقية الجرائد وتنبهه على ما يجب اتخاذه مما تراه