وابتدأ ذلك من القرن الأول من عصور الدين الإسلامي فأمر إمام المؤمنين سيدنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بوضع قانون صناعي به يرجع اللاحن إلى اللغة الصحيحة وأخذ العلماء يدونون الكتب فيها ولها كما قدمنا ذلك في مقالة اللغة والإنشاء. وعندما انتهى بنا البحث إلى ذلك ورأينا انتشار الأمية بسبب تقصير ملوك الشرق في جانب العلوم واشتغالهم بالحروب الداخلية والخارجية عما يقدم الأمة من المعارف عزمنا على فتح جريدة تهذيبية تشتمل على فصل قصير باللغة الدارجة تحوّل به العلمي الجاهل من كراهة سماع الكتب إلى محبتها فينجرُّ به الأمر إلى سماع الكلام الصحيح وهناك لا يلزم كتابة غير الصحيح. وهذا الأمر رأينا أنه القوة الجازبة لتحويل الأفكار إلى اللغة إذ ذاك فأنشأ جريدة التنكيت والتبكيت وأصدرنا العدد الأول منها يوم الأحد 15 رجب سنة 1298 الموافق 6 يونيو سنة 1881 وفي العدد الثاني منها كتبنا فصلاً تحت عنوان ((إضاعة اللغة تسليم للذات)) فعارضنا فيه الفاضل الكاتب أمين أفندي شميل برسالة تبادل الجدال معه بسببها كل من الفاضل المنشيء أحمد أفندي سمير وكان يعنون بالفاضل السكندري والفاضل البليغ إبراهيم أفندي الهلباوي وكان يعنون بالفاضل المصري وكنا أخذنا في فصل الجدال بالنظر في دعاويهم وبراهينهم فحالت أحوال وعرضت موانع. والآن رأينا جريدة الأزهر بعد أن كانت باسم الفاضل البارع إبراهيم بك مصطفى ناظر دار العلوم وصارت باسم المستر وليم ويلكوكس الإنكليزي المشهور بطول الباع في الهندسة والصبر على شاق الأعمال وقد افتتحها بخطبة سبق أنه خطب بها في كلوب