ذلك وصححنا الكتاب وقابلناه على الأًل كلمة كلمة ثم كلفنا به العالم النحرير الشيخ عبد الرحمن ابن العلامة المرحوم الشيخ السيد الشرقاوي الشرشيمي المتوفي سنة 1288 وأمرناه أن
ينشئه إنشاء عربياً فصيحاً فأخذ ينشئ ويقرأ علينا ما كتبه بخطه ثم صححنا أسماء البقاع والرجال وقابلناها على أصلها الإفرنجي وسميناه (خلاصة تاريخ العرب) فجاء بحمد الله كتاباً مبارك الطالع ترتاح له المسامع كما ان شموس النجاح عليه طوالع لم يدع كبيرة ولا صغيرة من تاريخ العرب إلا أحصاها ولا شاردة من شوارد فضلهم إلا ردها لأهلها وكشف القناع عن محياها مع النزاهة عن وصمة العيب والتبرئة عن مثل ما يأتي به الكثير من المؤرخين رجما بالغيب ورجائي به أن يكون لأبناء الشرق وعلى الخصوص المصريين دليلاً مرشداً يروي لهم من محاسن آبائهم الأولين حديث مجد لا يزال مدى الأيام مخلداً في عزامير البلاد المحفوف من الرحمن بالأماني سمو خديوي مصر (عباسنا الثاني) من لا يزال طالع سعده كوكباً درباً ومجد سموه بين الملوك مرتفع القدر عليا أدام الله عدله وابد بالنصر والتعزيز فعله وقوله هذا ولما كان المؤلف مصدراً كتابه هذا بمقدمة جليلة بين فيها مآخذ كتابه وما ينبئُ عن علو شأن الأمة العربية مع إقامة البرهان على صدق قوله وصحة صوابه قد جلعناها صدراً لهذا الكتاب حرصاً على ما فيها من الفوائد لذوي الألباب.
قلنا في العدد الماضي ان دولة الوزير المصري الوحيد في قومه الغني