مجله الاستاذ (صفحة 430)

بشهرته عن الترعيف أعد الليالي الأفراح أحسن ما يكون من الزينة وقد ابتدأت ليالي الفرح المبارك من ليلة الجمعة الماضية وأخذ الناس في التوارد على سرايته العامرة بين أمير وعظيم وعالم ووجيه ونبيه ولزيادة رأُفته بحاضري أفراحه فرش ساحة السراية بالبسط لئلا يتألم الناس بروبة الأرضية وهو محفل جليل خال من كل لغط ومخالفة وأما انسه بالناس وحسن مقابلته لهم وسرور نجليه الكريمين بالوفود على هذه الساحة الكريمة فأمر لا يقوم القلم بشرحه ولقد ارخ هذا الفرح الجليل العالم العامل أفضل الفضلاء الشيخ علي الليثي بقصيدة طنانة جديرة بحفها والتمثل بأبياتها اتم الله تعالى هذه الليالي بخير وجعلها مبدأً لسروره برؤية الأحفاد بفضله جل شأنه. ونص القصيدة

لله ليلات أنس عن سنى سَفَرت ... وأظهرت من محيا البشر ما سترت

وواصلت في مغاني المجد باسمة ... وبالمراد إلى أسمى حمى وصلت

كأنها ليلة القدر التي نزلت ... فيها الملائك والدنيا بها ابتهجت

سرت بحسن صفاها مصر وازدهرت ... يا طيب عين بمرآها قد اكتحلت

فما رأى مثلها الرائي فقد شرفت ... في خير دار بها الأفراح قد رسمت

دار بسدتها الأمجاد واردةٌ ... مثل الظماء فكم علّت وكم نهلت

داء بساحثها حلّ العَلاء وقد ... زال العناءُ وبالإقبال قد سعدت

إن شئت قل جُنة أو جَنة وجنىً ... فيها الغياث وفيها الغيث مذبنيت

تلألأَ المجد في أرجاء بهجتها ... ونمقتها يد الإيناس فانتظمت

نعمّ سويداك او سود العيون بما ... يروح الفكر فاللذات قد حضرت

وارع المثاني وراع العندليب بها ... فيوسف الحسن أعطاها الذي طلب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015