يمضيها. وهو لا يدري ما فيها. قم نرميه خارج الباب. كأنه من بعض الكلاب. فيتمدد كالميت في الرحبة. وربما كسرته العربة. وتارة يبيت في الضبيلية ويغرم النقدية. ومع ذلك لا يهوله ما جرى له في الليلة الماضية. بل يبادر إلينا في الليلة الآتية. وربما جر إلينا أصحابه. وخواصه وأحبابه. ونحن لا نعد ذلك
منه جميلاً. بل نسقيه معهم كاساً وبيلاً. وكلما أذيناه منا تقرب وإلينا تحبب. فحينئذٍ يصح للمثل السائر إطلاقه. (القط لا يحب إلا خناقه) فكم لعبت الخمرة بعقول. وأتت إلينا بفحول. نسقيهم السموم المقطعة للكبود. ونأخذ منهم معظم النقود. حتى إذا تقطعت من أحدهم الأكباد ولزم الوساد فتح جنبه الطبيب لكي يطيب وهو حينئذٍ على شفا جرف هار. أما لنا وأما للنار. فإن مات فقد جاءنا سابقاً خبره. وعندنا ألف سكير غيره. وإن عاش فهو لا ينقطع عنا طرفة عين. ولا يفكر فيما قاساه من ألم البين. بل يحن إلينا ولا حنين الناقة للعشر. أو الكلبة للحجر. هذا ونحن نبعث المراسيل. لاستحضار البراميل حتى صار عند أقل عنتيل زهاء ألف برميل. ونحن وأن سلكنا معهم شر السلوك. ففي عيشة هنيئة مريئة لا تتحصل عليها الملوك. من دون معاناة أفكار أو ضرب سلاح بل بالراح من الراح.
ولم نزل في هذه اللذة والحبور. والغبطة والسرور. ولم ندر إن دوام الحال من المحال. حتى اتانا هاذم الذات الخامورجية. ومفرق جماعات الحانة الخمرية. وميتم أولاد الناس. من تعاطي الكاس. ومخرب الخمارة من طلابها. ومعمر البيوت والمساجد بأصحابها. إنسان الإنسانية. وترجمات التمدن والرفاهية. صاحب الذوق السليم فلان. . . . فاظهر جريدة الاستاذ