مجله الاستاذ (صفحة 307)

التعرض لحُرمه فقد كان الرجل منهم يسافر ويترك زوجته في بيته فيمونها جاره وهو انزه الناس عن التعرض لها بسوء بل انه يكون عليها أكثر غيرة من زوجها لكونها في رعايته حتى يعود فهل يوجد الآن من يتصف بصفات حاتم الطائي حيث يقول

ناري ونار الجار واحد ... وإليه قبلي تنزل القدر

ما ضرَّني جار أُجاوره ... أن لا يكون لبابه ستر

اعشو إذا ما جارتي برزت ... حتى بواري جارتي الخدر

هذا في حضور جاره وفي غيبته يقول

وما تشتكيني جارتي غير أنني ... إذ غاب عنها زوجها لا ازورها

سيبلغها خيري ويرجع بعلها ... إليها ولم تسبل على ستورها

أو من يقول كما قال حميد بن ثور الهلالي

وإني لعف عن زيارة جارتي ... وإني لمشنوء إليَّ اعتيابها

إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها ... زُوَار ولم تنج علىَّ كلابها

وما أنا بالداري أحاديث بيتها ... ولا عالم من أي حوك ثيابها

وإن قراب البطن يكيفك ملؤه ... ويكفيك سوآت الأمور جتنابها

ولكننا إذا رأينا تعرض الرجال للنساء في الطرقات الآن علمنا أنهم أشد تعرضاً لحُرم الجار اللَّهم الا من تدرع بدرع العفة واتصف بهذه الصفة العربية الجميلة وما ذلك بالقليل العدد فيمن وقفت الزواجر الدينية بينهم وبين البواعث الجبلية والشهوات النفسية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015