كنا نكر بفرسان حجاجمة ... مثل الاسود ونار الحرب ملتهبة
صرنا نجر صروحاً مثل أخبية ... فيها الرجال وذات الخدر محتجبة
فكم جواد أصيل الجد مكتئب ... من شدة الحر يشكو للورى تعبه
وكان يمرح زهواً تحت فارسه ... يوم الطعان ويبدي بالقنا طربه
أرى الحماسة ماتت بعد صهوتنا ... وخطة العز باتت وهي منقلبه
فمقعد الناس في الأمصار مركبة ... خلف الحصان يحاذي وجههم ذنبه
إن هبت الريح من تلقاء باطنه ... في السير كانت من الاذقان مقتربة
أعنة الخيل كانت لا يذللها ... إلا الكماة واهل النجدة النخبة
والآن صارت بايدي كل ممتهن ... وحرفة يرتضبها سائق العربة
يا ليت قومي بما نلقاهُ قد عملوا ... ليحذروا من عري مات من سحبه
هل من رسول إليهم أو إلى بطل ... يذب عنا ويحي حلبة الجلبه
فلما سمع البرذوق هذا الكلام. بكى على صاحبه همام. وقال يا سيدي لا تحزن. فالصبر احسن. وساروي حديثك العظيم. لاستاذنا النديم. وننظر ما يقول. فيا لدفاع عن الخيول. قال أبو المحاسن فعجبت لما حدثني البرذون. وطلبت للجواد العون. ووقفت وقوف من استعان بالله واستعاذ. وانتظرت معه ما يقول الأستاذ
الأستاذ
إن العربيات. إنما تركب في الشوارع والحارات. وهي من محسنات العمران. ولوزام رياضة الأبدان. ولكنها لم تمنع خيار الناس. من اقتناء الأفراس. وتربية الجياد. للكر والجلاد. فاين هذا الجواد الآن. لينظر