خصوصاً ما يصدر من الجهات العالية كالمعية السنية والداخلية والمعارف كلها بالعبارة البديعة والتركيب الصحيح بل إذا نظرنا إلى فن الإنشاء في كل ديوان ومديرية لوجدناه أرقى من حالته قبل ذلك بقرن وان وجد فيه بعض لحن فإنه قليل جداً حتى ان من لم يعرف النطق بالعبارة الصحيحة إذا قرأ إنسان كتابته وجدها قريبة من الصحة إنشاء فاللغة حية في مصر حياة طيبة وقد تكفل الأزهر والمدارس بإحيائها على لسان كل متعلم فيهما فلا يخشى عليها ما دام هذا البابان مفتوحين وهما لن يغلقا أبداً إن شاء
الله تعالى. نعم إن تعليم الأطفال باللغات الأجنبية مع التقصير في تعليمهم المدارس الأجنبية كالفرير والبروتستانت لا يحسنون العربية لعدم تعلمهم لها فإن موت هذه اللغة مما يهم أوروبا ولهذا تجتهد مدارسها في الشرق في حياة اللغة الأوروبية وموت اللغات الشرقية من عربية وتركية وفارسية وهندية وغيرها. فارجع إلى ما كنت عليه من إنشاء بعض فصول تنتفع بها النساء والأطفال والعامة إنما لابد أن يكون ذلك بقلمك فإن فصولك التهذيبية فعلت في نفوس العامة والخاصة ما لا تفعله الخطبة ولا الوعاظ. على أن فصولك العامية نبهت كثيراً من الأفكار لمطالعة الجرائد السياسية والعلمية فإذا التزمت هذا الطريق بعثت في الأمة روحاً محباً للجرائد باحثاً فيما فيها فيشب الطفل من صغره على ميله لقراءة الأخبار ومطالعة الفصول العلمية على اختلاف مواضيعها فإنك كلما خاطبت العامي بلغته والزمته بشيء من الآداب ومحاسن الصفات بحث في طريق الوصول إليه فتكثر