طلبة العلوم في الأزهر والمدارس والمكاتب بدعوتك إليها ويعم نفع الجرائد بحثك على قراءتها وتترك طرق الخشونة بتبييين طرق المدنية ويرجع المتهالكون في اللذائذ البهيمية عما هم فيه من الإسراف وعدم التبصر في العواقب وتكون قد فتحت باب علم لا يختلف في الوصول إليه اثنان فأين هذه الفوائد كلها من الاقتصار على فصول علمية يساويك أو يزيد عنك فيها غيرك وإذا اتحد مشرب الجرائد كانت مزاحمة فإن اختلف تعددت طرق الإفادة وهذا مما لا يخفى عليك ولكني كلفت بتنبيهك عليه فالتزم البعد عن السياسة وأحوالها ودم على سيرك في طريق التهذيب والتأديب فإني سئلت عن سبب عدولكم عن الفصل العامي ممن يهمهن قراءة جريدتك للاسترشاد بها فقلت لهن أنه سيعود ويلزم طريقته الأولى فإذا نظرت لتأثر هؤلاء من حرمانهن وسرعة بحثهن في الأسباب ووقوفهن على ما في جريدتك كلمة كلمة علمت أن النفع بها عظيم وأنها تمكنت من نفوس الرجال والنساء لما فيها من الفوائد العميمة والآداب الجليلة وليس هذا رأيي على انفرادي بل هو رأي جماعة من أفضل الفضلاء يقدرون اللغة حق قدرها ويعرفونها كما يعرفون أنفسهم ولا يخافون عليها إلا من الدخيل الأجنبي واستعمال اللغات الأوروبية مكانها فبالله عليك لا تفتح مدرسة البنين والبنات في جريدتكم إلا بما يفهم الأطفال ودم محترماً مرموقاً من جموع الفضلاء بعين الرعاية والاعتبار.
صديقكم
أحمد