مجله الاستاذ (صفحة 232)

عليه ولا يزيدكم عملنا إلا نفوراً منا وبعداً عنا. هل نحن جنس آخر غير مألوف عندكم. تراكمت علينا المصائب فبمن نستغيث وضاقت طرق الحيل فيمن نستجير ليس لنا في هذا الباب إلا نخوتكم الإنسانية وغيرتكم الزوجية وتعطفاتكم على كسيرات الجناح ضعيفات الجانب مغلولات الأيدي محجوبات الأبصار عما في العالم من غير أزواجهن. رفقاً رفقاً فقد دارت حولنا الضرورات. عطفاً عطفاً فقد تلوت علينا سبل الإصطبار. حفظناكم فيما مضى فاحفظونا فيما بقى. خدمناكم بالذات فكافئونا بالالتفات. ألا تذكرون أننا مع ما أنتم فيه من الأغضاء عنا نجزع إذا أصبتم ونمرض إذا مرضتم ونبكي إذا غبتم ونتلهف إذا أبطأتم سيئاتكم عندنا مغفورة واساءتكم محتملة. وهذه فروض نقدمها لكم استعطافاً لخاطركم واستجلاباً لمحبتكم ولم يفرض الله تعالى علينا شيئاً من ذلك بل كلفكم بكل ما يلزم المرأة من ضروريات المعاش وما عليها إلا أن تسمع وتطيع. أجيبوا ملتمسنا منكم فقد رفعنا هذه العريضة إليكم مشهدين عليكم أهل بلادنا وجموع العقلاء راجين من الله تعالى أن يلهمكم الصواب في أمرنا ويردكم عن طريق الغواية إلى سبيل الهداية وأن يديم علينا ستره ويحفظنا من العار والنار في هذه الدنيا ويوم القرار فإنه القادر على ذلك وحده جل شأنه.

(الإمضاء) حرائركم

الرشاد والنصوح

جريدتان علميتان أدبيتان وطنيتان يحرر أولاهما الفاضل الكامل الجهبذ الأستاذ الشيخ أحمد أفندي سلامة بقلم ملؤه أدب وفضل وحكم وبدائع ويحرر الثانية النحرير الماهر اللوذعي الفاضل محمد أفندي توفيق بعبارة جمعت شتيت الأدب وشوارد العلوم فنهنئ الوطن العزيز ببزوغ المعارف من سماء أفكار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015