منهم لقمة إلا مع زوجته وأولاده وقد رتب أوقاته وحددها لزوجته فهي تعلم أنه يأتي ساعة كذا وأنه الآن في مكان كذا فإنه لا يخطو خطوة إلا أعلمها بها مع أنهم لا يشربون من الخمر إلا ما يمرون به الطعام لتعودهم في بلادهم الباردة وأنتم تركتمونا وديعة عند الإهمال وأهدرتم حقوقنا وأغفلتم أبناءكم وهجرتم بيوتكم ووصلتم اللوكاندات فإن كنا لا نحسن الطبخ وترتيب أدوات السفرة فاستخدموا لنا من نتعلم منهن من الطابخات لنساويكم في أكل النظيف والجميل من الأطعمة وكيف ترضون لأنفسكم أن تأكلوا شيئاً لم تره أولادكم ولا ذاقته نساؤكم. ولأي علة حبستمونا في البيوت إذا كنتم لا ترضون لأنفسكم القرار بها وتعلمون أنكم مسترسلون خلف لذائذكم لا تبالون في تحصيلها وقعتم في العار أو رددتم إلى النار. أي شرف لرجل تضحك عليه أطفاله ويعاشر المرأة معاشرة الأبله المجنون إلى من تتزين المرأة منا بعد فراغها من
عمل البيت إذا جئتمونا سكارى مساطيل لا تنظرون ولا تعقلون. بأي سوط تتأدب المرأة وقد تعطلت حواسكم بسورة الشراب وربما وقع الرجل منكم طريحاً كأنه بين يدي المرأة قتيل. افتونا هداكم الله تعالى إذا نزل علينا لص وأنتم في خمود السكر من يدفعه. وإذا احتجنا القوت أو اللباس وأنتم مفلسون من يأتينا به وإذا طردتم من الخدمة أو أفلس تأجركم ولا شيء عندنا من يموننا وبماذا نقيت عيالنا. ارحمونا يرحمكم الله فقد ضج منكم أهل الملاء الأعلى يشكون إلى الله تعالى سوء فعلكم وقبح سيرتكم إن البهيم النفور ملاين فيرجع عن نفوره ويستأنس بصاحبه ونحن نخدمكم وننطف ثيابكم وأبدانكم وبيوتكم ونطبخ وننخل ونعجن ونخيط ثيابكم ونتزين لكم بكل ما نقدر