للنفوس قاتلة للجهالة منبهة على مكارم الأخلاق معلمة للصنائع والتاريخ وما يلزم القراء من فروع العلوم وقاعدا لفنون. وكلما كثرت الجرائد في دولة كثرت المدنية فيها وتربت الأفكار في مدرسة التذهيب والتأديب والعلم بأخبار العالم أجمع وقد تدعوا الحاجة إلى الجرائد الدينية فينشرها علماء الأديان تعليماً لحكم أو تفسيراً لمبهم أو حلاً لمعضل لا يريدون بذلك إلا حفظ الأفراد التابعين لدينهم من تتبع الأهواء والمبتدعات وقد كانت مصر قبل العائلة الخديوية الحاضرة أدامها الله تعالى خالية من الجرائد فلما جاءها المرحوم محمد علي باشا أنشأ جريدة الوقائع المصرية الرسمية ثم في عهد أفندينا إسماعيل باشا كثرت الجرائد فوجد وادي النيل وروضة المدارس والأهرام والوطن ومرآة الشرق ومصر والتجارة وإسكندرية وغيرها ثم اتسع النطاق في عهد المرحوم أفندينا توفيق باشا فوجد مع الوطن والأهرام المؤيد والآداب والعصر الجديد والمحروسة والتنكيت والتبكيت والطائف والحجاز والمفيد والفسطاط والبرهان والبيان والاعتدال والاتحاد المصري والفلاح والكوكب المصري ومصر الفتاة والمقطم وغيره ثم تقلبت الأحوال وذهب ما ذهب وبقي ما بقى وزيد عليه في زمن المحفوظ بعناية الله تعالى أفندينا عباس باشا الثاني أيده الله تعالى حتى تداول الناس الوقائع المصرية والمؤيد والأزهر والنيل والآداب والوطن والأهرام والمحروسة والحقوق والمحاكم والاتحاد المصري الفالح والهلال والفتى والرشاد ومرقى النجاح والسرور والزراعة ولابستان والمقطم والمقتطف وحكمت والفوائد الصحية واللطائف والنشرة الأسبوعية والأستاذ وكثيراً من الجرائد الإفرنجية العبارة وفي مقدمتها الفارد أسكندري التي هي أقدمها ومن أحسنها مشرباً