يا من تعرف بالمعروف فاعترفت ... بجم إنعامه الأطراف والواسط
وعالماً بخفيات الأمور فلا ... وهم يجوز عليه لا ولا غلط
عبد فقير بباب الجود منكسر ... من شأنه أن يوافي حين ينضغط
مهما أتى ليمد الكف أخجله ... قبائح وخطايا أمرها فرط
يا واسعاً ضاق خطو الخلق عن نعم ... منه إذا خطبوا في شكرها خبطوا
وناشراً بيد الإجمال رحمته ... فليس يحلق منه مسرفاً قنط
ارحم عبادك بضنك العيش ما لهم ... غير الدجنة لحف الثرى بسط
لكنهم من ذرى علياك في نمط ... سام رفيع الذرى ما فوقه نمط
ومن يكن بالذي يهواه مجتمعاً ... فما يبالي أقام الحي أم شحطوا
نحن العبيد وأنت الملك ليس سوى ... وكل شيء يرجى يعد ذا شطط
قال آخر:
أقصرت عن طلب البطالة والصبا ... لما علاني للمشيب قناع
لله أيام الشباب وأهله ... لو أن أيام الشباب تباع
فدع الصبا يا قلب واله عن الهوى ... ما فيك بعد مشيبك استمتاع
وانظر إلى الدنيا بعين مودع ... فلقد دنا سفر وحان وداع
والحادثات موكلات بالفتى ... والناس بعد الحادثات سماع
قال بشر بن المعتمر:
تعاف القذى في الماء لا تستطيعه ... وتكرع في حوض الذنوب فتشرب
وتوثر من أكل الطعام ألذه ... ولا تذكر المسكين من أين يكسب