قال حريث بن جبلة العذري وقيل عثير بن لبيد العذري:
يا قلب إنك في الأحياء مغرور ... فاذكر وهل ينفعك اليوم تذكير
تريد أمراً فما تدري أعاجله ... خير لنفسك أم ما فيه تأخير
فاستقدر الله خيراً وارضين به ... فبينما العسر إذا دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبط ... إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
حتى كأن لم يكن إلا توهمه ... والدهر في كل حاليه دهارير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحي مسرور
قال آخر:
ويلي إذا كان الجحيم جزائي ... ماذا يحل بمهجتي وبهائي
يبلي العذاب محاسني ويشينها ... ويطول مني في الجحيم بكائي
ويقول لي الجبار جل جلاله ... يا عبد سوء أنت من أعدائي
بارزتني وعصيت أمري جاهلاً ... ونسيت وعدي ما تخاف لقائي
وترى وجوه الطائعين كأنها ... بدر بدا في ليلة ظلماء
كشفوا الحجاب فشاهدوه وأدهشوا ... وكسوا نعيماً دائماً بضياء
قال أبو جعفر بن خاتمة مستغيثاً به تعالى:
يا من يغيث الورى من بعدما قنطوا ... ارحم عباداً أكف الفقر قد بسطوا
عودتهم بسط أرزاق بلا سبب ... سوى جميل رجاء نحوه انبسطوا
وعدت بالفضل في ورد وفي صدر ... بالجود إن أقسطوا والحلم إن قسطوا
عوارف ارتبطت شم الأنوف بها ... وكل صعب بقيد الجود يرتبط