وربك رزاق كما هو غافر ... فلم لم تصدق فيهما بالسوية

فكيف ترجي العفو من غير توبة ... ولست ترجي الرزق إلا بحيلة

وها هو بالأرزاق كفل نفسه ... ولم يتكفل للأنام بجنة

وما زلت تسعى في الذي قد كفيته ... وتهمل ما كلفته من وظيفة

تسيء به ظناً وتحسن تارة ... على حسب ما يقضي الهوى بالقضية

للبرعي في الإغراء بالتوبة

يا محسناً بالزمان ظناً ... لم تدر ما يفعل الزمان

لا تتبع النفس في هواها ... إن أتباع الهوى هوان

واخجلتي من عتاب ربي ... إن قال أسرفت يا فلان

إلى متى أنت في المعاصي ... تسير مرخى لك العنان

لو خوفتك الجحيم بطشي ... لشوقت قلبك الجنان

أنت شجاع على المعاصي ... وأنت عن طاعتي جبان

عندي لك الصلح وهو بري ... وعندك السيف والسنان

فاستحي من شيبة تراها ... في النار مسجونة تهان

أي أوان تتوب فيه ... هل بعد قطع الرجا أوان

يا سيدي هذه عيوبي ... وأنت في الخطب مستعان

يا من له في العصاة شأن ... وشأنه العطف والحنان

يا من ملا بره النواحي ... لم يخل من بره مكان

عفواً فإني رهين ذنبٍ ... حاشاك أن يغلق الرهان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015