أفرطت في شطط الأماني فاقتصد ... واعلم بأن من المنى ما يفتن
ليس الأمان من الزمان بممكن ... ومن المحال وجود ما لا يمكن
معنى الزمان على الحقيقة كاسمه ... فعلام نرجو أنه لا يزمن
إلى كم تمادى في غرور وغفلة ... وكم هكذا نوم إلى غير يقظة
لقد ضاع عمر ساعة منه تشترى ... بملء السماء والأرض أية شيعة
أترضى من العيش الرغيد وعيشة ... مع الملأ الأعلى بعيش البهيمة
فيا درة بين المزابل ألقيت ... وجوهرة بيعت بأبخس قيمة
أفان بباق تشتريه سفاهة ... وسخطاً برضوان وناراً بجنة
أأنت صديق أم عدو لنفسه ... فإنك ترميها بكل مصيبة
ولو فعل الأعدا بنفسك بعض ما ... فعلت لمستهم لها بعض رحمة
لقد بعتها هوناً عليك رخيصة ... وكانت بهذا منك غير حقيقة
كلفت بها دنيا كثير غرورها ... تقابلنا في نصحها بالخديعة
عليك بما يجدي عليك من التقى ... فإنك في سهو عظيم وغفلة
تصلي بلا قلب صلاة بمثلها ... يصير الفتى مستوجباً للعقوبة
تخاطبه إياك نعبد مقبلاً ... على غيره فيها لغير ضرورة
ولو رد من ناجاك للغير طرفه ... تميزت من غيظ عليه وغيره
فويلك تدري من تناجيه معرضاً ... وبين يدي من تنحني غير مخبت
تقول مع العصيان ربي غافر ... صدقت ولكن غافر بالمشيئة