كتاب في معانيه غموض ... تلوح لكل أوات منيب
أزال الله يا صاحي شبابي ... فعوضت البغيض من الحبيب
وبدلت التكاسل من نشاطي ... ومن حسن النضارة بالشحوب
كذاك الشمس يعلوها اصفرار ... إذا جنحت ومالت للغروب
قال الإلبيري:
كأني بنفسي وهمي في السكرات ... تعالج أن ترقى إلى اللهوات
وقد زم رحلي واستقلت ركائبي ... وقد آذتني بالرحيل حداتي
إلى منزل فيه عذاب ورحمة ... وكم فيه من زجر لنا وعظات
ومن أعين سالت على وجناتها ... ومن أوجه في الترب منعفرات
وكم وارد فيه على ما يسره ... وكم وارد فيه على الحسرات
أنشد الخليفة المعتضد لما حضرته الوفاة قصيدة منها:
ولا تأمنن الدهر إني أمنته ... فلم يبق لي خلاً ولم يرع لي حقا
قتلت صناديد الرجال ولم أدع ... عدواً ولم أمهل على طغيه خلقا
وأخليت دار الملك من كل نازع ... فشردتهم غرباً ومزقتهم شرقا
فما بلغت النجم عزاً ورفعة ... وصارت رقاب الخلق أجمع لي رقا
رماني الردى سهماً فأخمد جمرتي ... فها أنا ذا في حفرتي عاجلاً ألقى
قال الإمام أبو مظفر الأبيوردي:
يا من يؤمل أن يعيش مسلماً ... جذلان لا يدهى بخطب يحزن