الكعبة فكانت مجتمع الملإ من قريش في مشاوراتهم ومعاقدهم. ثم تصدى فطعام الحاج وفرض على قريش خراجاً يؤدونه. ثم هلك قصي وقام بأمره بنوه من بعده بالقيادة في كل موسم حتى جاء الاسم. (ملخص عن كتاب أخبار مكة للأزرقي)

(ملحق بتاريخ العرب)

1 أديان العرب

412 كانت العرب في أول أمرها على دين إبراهيم وإسماعيل حتى قدم عمرو بن لحي بصنم يقال له هبل. وكان من أعظم أصنام قريش عندها فكان الرجل إذا قدم من سفرٍ بدا به على أهله بعد وافه بالبيت وحلق رأسه عنده. وكان هبل من خرز العقيق على صورة إنسان وكانت يده اليمنى مكسورة فأدركته قريش فجعلت له يداً من ذهب. وكانت له خزانة للقربان. وكانت له سبعة قداح يضربون بها إذا مستهم الحاجة ويقولون: إنا اختلفنا فهب السراحا. إن لم تقله فمر القداحا.

وكان بالكعبة على يمينها حجر أسود وما زال هذا الحجر معظماً في الجاهلية والإسلام. تتبرك الناس به وتمر دونه وتقبله. وكان بأسفل مكة قد نصب صنم يعرف بالخلصة فكانوا عليها بيض النعام. وكان لهم أصنام نصبوها على اسم السيارات من الكواكب. وهي المشتري وقيل أن أصل اسمه ذو شراء أي ساطع النور. والزهرة وزحل والمريخ وغيرها من الثوابت. ومن معبوداتهم أيضاً المناة واللات وغزى. وكانت المناة على ساحل البحر مما يلي قديد. وكانت صخرة تراق عليها دماء الذبائح ويلتمسون منها المطر في الجدب. وكانت اللات أيضاً صخرةً صنماً للشمس إذا مر عليها الحاج يلتونها بالسويق. وقيل أصلها من لاه أي علا وعظم ومنه اسم الجلالة. وأما العزى فكانت شجرة يعظمها قريش وبنو كنانة. ويطوفون بها بعد طوافهم بالكعبة ويعكفون عندها يوماً. قال الكلبي: وكانت اللات والعزى ومناة في كل واحدة منهن شيطان يكلمهم وتراءى للسدنة وهم الحجبة وذلك من صنيع إبليس وأمره. وكان بنو حنيفة في الجاهلية اتخذوا إلهاً عبدوه دهراً طويلاً ثم أصابهم مجاعة فأكلوه. فقيل في ذلك

أكلت حنيفة ربها ... زمن التقحم والمجاعة

لم يحذروا من ربهم ... سوء العقوبة والتباعه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015