أحببتن فلا حاجة لنا بجواركم. فاقتتلوا ثلاثة أيام وانهزم جرهم فلم يفلت منهم غلا الشريد فهدد دمه (207 م) . ثم تفرقت قبائل اليمن وانخزعت خزاعة بمكة وفولا أمر مكة وحجابة الكعبة. وسأل بنو إسماعيل السكنى معهم فأذنوا لهم. وتملك عليهم لحي وهو ربيعة ابن حارثة وكان فيهم شريفاً سيداً مطاعاً وبلغ بمكة من الشرف ما لم يبلغ عربي قبله. وكان قد ذهب اسمه في العرب كل مذهب وقوله فيهم دينا متبعاُ. وكان أول من أطعم الحاج بمكة سدائف الإبل ولحملنها على الثريد. وعم في تلك السنة جميع حاج العرب بثلاثة أثواب من برود اليمن وهو الذي بحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحسام وسيب السائبة ونصب الأصنام حول الكعبة. فكانت قريش والعرب تستقسم عنده بالأزلام. وهو أول من غير الحنيفية دين إبراهيم. وأقامت خزاعة ثلاث مائة سنة في سدانة البيت حتى قام قصي القرشي من بني إسماعيل. وعظم شرفه فرأى انه أحق بالكعبة وبأمر مكة. وكانت ولاية الكعبة لأبي غبشان الخزاعي فباعها من قصي بزق خمرٍ فقيل فيه أخسر من صفقة أبي غبشان. ثم دعا قصي إليه رجالات قريش واجمع لحرب خزاعة فتناجزوا وكثر القتيل ثم صالحوه على أن يحكموه الكعبة (507 ب م) . فصار لقصي لواء الحرب وحجاجة البيت وتيمنت قريش برأيه وصرفوا مشورتهم إليه في قليل أمورهم وكثيرها. فاتخذوا دار الندوة إزاء