ومن أديانهم المجوسية أو الصابئة ونصبوا بحسب تلك الآراء الصابئية أصنام الذهب للشمس وأصنام الفضة للقمر. وقسموا المعادن والأقاليم للكواكب. وزعموا عن قوى الكوكب تفيض على تلك الأصنام. فتتكلم تلك الأصنام وتفهم وتوحي للناس اعني الأصنام وتعلم الناس منافعهم وكذلك قالوا في الأشجار التي هي من قسمة تلك الكواكب إذا أفردت تلك الشجرة لذلك الكوكب وغرست له وفعل لها كذا فاضت روحانية ذلك الكوكب على تلك الشجرة وتوحي للناس وتكلمهم في النوم. ومن أديانهم اليهودية في حمير وكنانة وبني الحارث ابن كعب وكندة وأما النصرانية فكانت انتشرت فيهم. قال الفيروزأبادي إن قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة وهم العباد. وإن كثيراً من ملوك اليمن والحيرة تنصروا. وأما ملوك غسان فكانوا كلهم نصارى وكانت النصرانية في ربيعة وقضاعة وبهرا وتنوخ وتغلب وبعض طي. وكانت قريش نصبت في جملة أصنامها في الكعبة تمثال مريم مزوقاً وابنها عيسى في حجرها قاعداً مزوقاً. وذلك في العمود الذي يلي باب الكعبة ولم تطمس صورتهما بل بقيا إلى عهد ابن زبير فهلكا في الحريق (للنويري والأزرقي)

2 علوم العرب وآدابهم

413 فأما علم العرب الذي كانوا يتفاخرون به فعلم لسانهم وإحكام لغتهم ونظم الأشعار وتأليف الخطب. وكانوا مرسومين بين الأمم بالبيان في الكلام والفصاحة في المنطق والذلاقة في اللسان وكان لهم مع هذا معرفة بأوقات مطالع النجوم ومغاربها وعلم بأنواء الكواكب وأمطارها. على حسب ما أدركوه بفرط العناية وطول الجربة لاحتياجهم إلى معرفة ذلك في أسباب المعيشة لا على طريق تعلم الحقائق وأما علم الفلسفة فلم يمنحهم الله شيئاً منه ولا هيأ طبائعهم للعناية به. وكان الشعر ديوان خاصة العرب ومنتهى حكمتها والمنظوم من كلامها والمقيد لأيامها والشاهد على حكامها. به يأخذون وإليه يصيرون. وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنتج. قال الصفدي: بل ما كان للعرب ما تفخر به إلا السيف والضيف والبلاغة, وكانوا كل حول يتقاطرون إلى سوق عكاظ ويتبايعون ويتناشدون ويتفاخرون ويتعاكظون. ولقد بلغ من كلف العرب بالشعر ونفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد من الشعر القديم فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة. فقيل لها مذهبات وقد يقال لها معلقات لأنها علقت في أستار الكعبة. أما الكتابة فحكموا أن ثلاثة نفر من طيء كانوا على دين عيسى فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية. فتعلمه قوم من الأنبار وجاء الإسلام وليس أحد يكتب بالعربية غير بضعة عشر إنساناً ولقلة القراطيس عندهم عمدوا إلى كتف الحيوان فكتبوا عليها. وكان الناس فرقتين أهل الكتاب والأميون والأمي من كان لا يعرف الكتابة. فكانت اليهود والنصارى بالمدينة والأميون بمكة. (لأبي الفرج والجوهري) تم بحوله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015