ذكر العرب المستعربة بين إسماعيل وهم القسم الثالث

411 وهم بنو عدنان بن إسماعيل ونزلوا الحجاز وتولوا سدانة الكعبة. وغنما الحجاز وتهامة كانا ديار العمالقة. وكان لهم ملك هنالك وكانت جرهم من تلك الطبقة. وكانت ديارهم اليمن مع إخوانهم من حضرموت. وأصاب اليمن قحط ففروا نحو تهامة يطلبون الماء والمرعى عثروا في طريقهم بإسماعيل مع أمه هاجر. فاحتلوا أسفل مكة اقتتلوا مع العمالقة فأبادوهم. ونشأ إسماعيل بين جرهم وتكلم بلغتهم وتزوج منهم ودعاهم إلى التوحيد وتوفي لمائة وثلاثين سنة من عمره. ولم يزل أمر جرهم يعظم بملكة ويستفحل حتى ولوا البيت الحرام. وكانوا ولاته وحجابه وولاة الأحكام بمكة. ولما طالت ولاية جرهم استحلوا من الحرم أمورا عظاماً واستخلفوا بحرمة البيت العتيق قطع الله دابرهم لأنه لما خرب سد مأرب سر عمرو ابن عامر وقومه من بلد إلى بلدٍ لا يطئون بلداً إلا غلبوا عليه. فلما قاربوا مكة أبت جرهم أن تفسح لهم واستكبروا في أنفسهم وقالوا:

ما نحب أن تنزلوا فتضيقوا علينا مراتعنا ومواردنا فارحلوا عنا حيث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015