يا أخا كل مصاب ... وحيا من لا حيا له
إن شيبان قبيل ... أكرم الله رجاله
وأبوك الخير عمرو ... وشراحيل الحمال
رقياك اليوم في المجد ... وفي حسن المقالة
فوثب شريك وقال: أبيت اللعن بيدي بيده ودمي بدمه وأمر للطائي مائة ناقةٍ. وقد جعل الجل عاما كاملا من ذلك اليوم إلى مثله من القابل. فلما حال الحول وقد بقي من الجل يوم واحد قال النعمان لشريك: ما أراك إلا هالكاً غداً فداء الحنظلة. فقال شريك: فإن بك صدر هذا اليوم فإن غداً لناظره قريب. فذهب قوله مثلاُ. ولما أصبح وقف النعمان بين قبري نديميه وأمر بقتل شريك. فقال له وزراؤه: ليس لك أن تقتله حتى تستوفي يومه. فتركه النعمان وكان يشتهي أن يقتله لينحي الطائي. فلما كادت الشمس تغيب قام شريك مجردا في إزاء على النطع والسياف إلى جانبه. وكان النعمان أمر بقتله فلم يشعر إلا براكب قد ظهر فإذا هو حنظلة الطائي قد تكفن وتحنط وجاء بنادبته. فلما رآه النعمان قال: ما الذي جاء بك وقد أفلت من القتل قال: الوفاء. قال وما دعاك إلى الوفاء. قال: إن لي ديناً يمنعني من الغدر قال: وما دينك قال: النصرانية قال: فاعرضها علي. فعرضها فتنصر النعمان. وتركت لك السنة من ذلك اليوم وعفا عن شريك والطائي.