بالسيف وأصاب ما أصاب من المدينة وانكفأ راجعاً. فبقي مدة عمره منفرداً بملكه مستبداً بأمره يغزو المغازي ويصيب الغنائم وتجبى إليه الموال وتفد عليه الوفود دهره الأطول. لا يدين لملوك الطوائف بالعراق حتى قدم أزدشير بن بابك في أهل فارس أرض العراق. فضبطها وقهر من كان له بها مناوئاً حتى حملهم على ما أراد مما يوافقهم ومما لا يوافقهم. فكره كثير من تنوخ مجاورة العراق على الصغار. فخرج من كان منهم من قبائل قضاعة. فكان أناس من العرب يحدثون أحداثاً في قلومهم أو تضيق معيشتهم فيخرجون إلى ريف العراق وينزلون الحيرة فكان ذلك على أكثرهم هجنةً. فصار أهل الحيرة ثلاثة أثلاث. ألثلث الأول تنوخ وهم من كان يسكن المظال وبيوت الشعر والوبر في غربي الفرات ما بين الحيرة إلى الأنبار فما فوقها. والثلث الثاني العباد وهم الذين سكنوا رقعة الحيرة فابتنوا بها. والثلث الأحلاف وعمرت الحيرة أيام ملك عمر وبن عدي باتخاذه منزلاً إياها. وعظم شأنها إلى أن وضعت الكوفة ونزلها عرب الإسلام. (للنويري وحمزة الأصفهاني)
406 ثم ملك من بعد عمرو بن عدي امرؤ القيس البدء وهو الأول في كلامهم (288- 338 ب م) وهو أول من تنصر من ملوك آل