نصر وعمال الفرس. ثم ولي مكانه ابنه عمرو (338 - 363) ثم عقبة أوس بن قلام العمليقي خمس سنين. ثم ثار به حججبا أحد بني فازان فقتله. (368 ب م) وولي مكانه مدة ثم ولي من بعده امرؤ القيس (الثاني) . (368 - 390 ب م) ويعرف امرؤ القيس هذا بالمنذر والمحرق لأنه أول من عاقب بالنار وهو الذي ذكره الأسود ابن يعفر في قوله: ماذا أؤمل بعد آل محرق. ثم ملك بعده ابنه النعمان الأعور السائح وهو باني الخوانق والسدير وكان النعمان هذا في أيام يزدجرد فدفع إليه ابنه بهرام ليربيه وأمر ببناء الخوانق مسكناً لأبنه فأسكنه إياه. وأحسن تربيته وتأديبه. وجاءه بمن يلقنه الخلال من العلوم والآداب والفروسية حتى اشمل على ذلك بما رضيه. وكان النعمان من أشد ملوك العرب: نكايةً في الأعداء وأبعدهم مغاراً قد أتى الشام مراراً كثيرةً وأكثر المصائب في أهلها وسبى وغنم. وكان ملك فارس ينفذ معه كتيبين الشهباء وأهلها الفرس ودوسر وأهلها تنوخ. فكان يغزو بهما من لا يدين له من العرب. وكان صارماً حازماً ضابطاً لملكه قد اجتمع له من الأموال والخول والرقيق ما لم يملكه أحد من ملوك الحيرة. والحيرة يومئذ ساحل الفرات. ولما أتى على النعمان ثلاثون سنةً تنصر على يد بعض وزرائه ثم زهد وترك الملك ولبس المسوح وذهب فلم يوجد له أثر.