قبائل العرب وكان به برص فأكبرته العرب على أن تنعته به إعظاماً فسمته جذيمة الأبرش وجذيمة الوضاح. واستولى على السواد ما بين الحيرة والأنبار وسائر القرى المجاورة لبادية العرب وكان يجبي أموالها. وغزا طسماً وجديساً في منازلها من اليمامة. وفيه قال الشاعر:
أضحى جذيمة في الأنبار منزلة ... قد حاز ما جمعت في عصرها عاد
فطال ملكه إلى أن أدرك ملك سابور بن أشك. وكان جذيمة ملك معدٍ وبعض اليمن وغزا في آخر عمره الشام فقتل عمرو بن حسان ابن أذين والد الزباء ملكة الطوائف فانطوت له الزباء على طلب الثأر حتى قتلته. وكان ملك جذيمة نحو ستين سنة بالتقريب (لحمزة الاصفهاني) .
405 فورث الملك من بعده ابن أخيه عمر بن عدي (268) وأمه رقاش وهو أول من اتخذ الحيرة منزلاً من ملوك العرب. وأول ملك يعده الحيريون في كتبهم من ملوك عرب العراق وملوك العراق إليه ينتسبون وهم عمرو بطلب الثأر من الزباء بخاله جذيمة. فلما أحست الزباء بنيته تحصنت في معقل فصارت أمنع من عقاب فعمد عمر إلى قصير وزيره فجدع انفه بمواطأةٍ منه على ذلك فلحق بالزباء يشكوها ما أصابه من عمر وانه اتهمه بمداخلة الزباء في أمر خاله جذيمة فقال: وما رأيت بعد ما فعل بي أنكى له من أن يكون معك. فأكرمته وقربته حتى إذا رضي منها من الوثوق بع غرها واسلم حصنها إلى عمرو. فلحمها