أهل البخل فسألهم ونهيت عن منع أهل الرعبة فمنعتهم
375 إن مودة الأشرار متصلة بالذلة والصغار تميل معهما وتصرف في آثارهما. وقد كنت احل مودتك بالمحل النفيس وأنزلها بالمنزل الرفيع حتى رأيت ذلتك عند الضعة وضرعتك عند الحاجة وتغيرك عند الاستغناء وإطراحك لإخوان الصفاء. فكان ذلك أقوى أسباب عذري في قطيعتك عند من يتصفح أمري وأمرك بعين عدلٍ لا تميل إلى هوى ولا ترى القبيح حسناً.
376 أما بعد فقد عاقني اشك في أمرك عن عزيمة الرأي فيك. ابتدأتني بلطف عن غير خبرةٍ وأعقبته جفاء من غير ذنب. فأطمعني أو لك في إخائك وآيسني من وفائك فسبحان من لو شاء لكشف من أمرك عن عزيمة الرأي فيك. فأقمنا على ائتلافٍ. وافترقنا على اختلاف.
377 لو كانت الشكوك تختلجني في صحة مودتك وكريم إخائك ودوام عهدك لطال عتبي عليك في تواتر كتبي واحتباس جواباتها عني ولكن الثقة بما تقدم عندي تعذرك وتحسن ما يقبحه جفاؤك. والله يديم نعمته لك ولنا بك.