أما الربيع فهو وقت نزول الشمس أول برج الحمل. فعند ذلك استوى الليل والنهار في الأقاليم واعتدل الزمان وطاب الهواء وهب النسيم وذابت الثلوج وسالت الأودية. ومدت الأنهار ونبعت العيون. ارتفعت الرطوبات إلى أعلى فروع الأشجار ونبت العشب وطال الزرع وتلألأ الزهر. وأورق الشجر وانفتح النور وأخضر وجها لأرض وطاب عيش أهل الزمان. وتكونت الحيوانات ودب الدبيب ونبحت البهائم ودرت الضروع وانتشر الحيوان في البلاد عن أوطانه وصارت الدنيا كأنها جارية شابه تجللت وتزينت للناظرين ولا يزال كذلك دأبها ودأب أهلها إلى أن تبلغ الشمس لآخر الجوزاء فحينئذ انتهى الربيع وأقبل الصيف وأما الصيف فهو وقت نزول الشمس أول السرطان فعند ذلك تناهى طول النهار ثم أخذ الليل في الزيادة ودخل الصيف واشتد الحر وسخن الهواء وتقوى أكثر النبات والحيوان وأدركت الثمار وجفت الحبوب وقلت الأنداء. وأضاءت الدنيا وسمنت البهائم. واشتدت قوة الأبدان وكثر الريف وانتشرت الحيوانات على وجه الأرض لهموم الخير وكثرت الدبيب وطاب عيش أهل الزمان وكثرت السموم ونقصت الأنهار ونضبت المياه ويبست العشب وأدرك الحصاد ودرت الأخلاف واتسع للناس القوت وللطير الحب وللبهائم العلف. وتكامل زخرف الأرض وصارت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015