335 من عجائب مدينة سومناة هيكل فيه صنم كان واقفاً في وسط البيت. لا بقائمة من أسفله تدعمه ولا بعلاقةٍ من أعلاه تمسكه. وكان أمر هذا الصنم عظيماً عند الهند من رآه واقفاً في الهواء تعجب. وكانت الند يحجون إليه ويحملون إليه من الهدايا كل شيءٍ نفيس وكان له من الوقوف ما يزيد على عشرة آلاف قريةٍ. وكانت سدنته ألف رجل من البراهمة لعبادته وخدمة الوفود. وأما البيت فكان مبنياً على ستٍ وخمسين سارية من الساج المصفح بالرصاص. وكانت قبة الصنم مظلمة وضوءها من قناديل الجوهر الفائق. وعنده سلسلة ذهب كلما مضت طائفة من الليل حركت فتصوت الأجراس فيقوم طائفة من البراهمة للعبادة. حكي أن السلطان يمين الدولة لما غزا بلاد الهند ورأى ذلك الصنم أعجبه أمره وقال لأصحابه: ماذا تقولون في أمر هذا الصنم ووقوفه في الهواء بلا عمادٍ وعلاقةٍ. فقال بعضهم: إنه بعلاقةٍ وأخفيت العلاقة عن النظر. وقال بعض الحاضرين: إني أظن أن القبة من حجر المغناطيس والصنم من الحديد. والصانع بالغ في تدقيق صنعته وراعى تكافؤ قوة المغناطيس من الجوانب. فوافقه قوم وخالفه آخرون. فلما رفع حجرين من رأس القبة مال الصنم إلى أحد الجوانب. فلم يزل يرفع الحجار والصنم ينزل حتى على الأرض (للقزويني) .