336 قال أبو قاسم الصاحب: ليس بينك وبين بلد نسب فخير البلاد ما حملك. السفر يسفر عن أخلاق الرجال فأوحش أهلك إذا كان في أبحاثهم أنسك. وأهجر وطنك إذا نبت عنه نفسك. ربما أسفر السفر عن الظفر. وتعذر في الوطن قضاء الوطر (اليواقيت للثعالبي) أنشد شكر العلوي:
قوض خيامك عن أرض تهان بها ... وجانب الذل إن الذل يجتنب
واحل إذا كان في الأوطان منقصة ... فالمندل الرطب في أوطانه حطب
قال آخر:
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن بفراق الأهل في حرق
من ذل بين أهاليه ببلدته فالاغتراب له من أحسن الخلق
ألكحل نوع من الحجار منطرحاً ... في أرضه كالثرى يبدو على الطرق
لما تغرب نال العز أجمعه ... وصار يحمل بين الجفن والحدث
قال غبره:
إذا ما ضاق صدرك من بلاد ... ترحل طالباً أرصاً سواها
عجبت لمن يقيم بدار ذلٍ ... وأرض الله متسع فضاها