قادحون في ملكه متربصون به. ولما أصبح أبو إبراهيم إسماعيل المتقدم الذكر في الخباء مقتولا على الحال التي ذكرنا أعظم ذلك عبد المؤمن ووجد عليه وجدا مفرطاً أخرجه عن حد التماسك إلى حيز الجزع. فأمر بغسله وتكفينه وصلى عليه بنفسه ودفن (لعبدا لواحد المراكشي)

جود حاتم الطائي

333 قالت نوار امرأة حاتم: أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض واغبر أفق السماء. وراحت الأيل حدباء حدابير. وضعت المراضع إلى أولادها تبض بقطرةٍ وأيقنا بالهلاك. فوالله إنا لفي ليلة ضنبرٍ بعيدة مابين الطرفين إذ تضاعى صبيتنا جوعاً عبد الله وعدي وسفانة. فقام حاتم على الصبيين وقمت أنا إلى الصبية فوالله ما سكتوا إلا بعد هدأةٍ من الليل. وأقبل يعللني بالحديث فعرفت. ما يريد فتناومت. فلما تهورت النجوم إذا شيء قد رفع كسر البيت ثم عاد. فقال: من هذا. قالت: جارتك فلانة أتيتك من عند صبية يتعاوون عواء الذئاب فما وجدت معولاً إلا عليك يا أبا عدي. فقال: أعجليهم فقد أشبعك الله وإياهم. فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي جنائبها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها. فقام إلى فرسه فوجأ لبته بمديةٍ فخر. ثم كشطه عن جلده ودفع المدية إلى المرأة فقال لها: شأنك. فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل. ثم جعل يمشي في الحي يأتيهم بيتاً بيتاً فيقول: هبوا أيها القوم عليكم بالنار. فاجتمعوا والتفع في ثوبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015