في ذلك إلى أن أجمع رأيهم ورأى من وافقهم على سوء صنيعهم على أن يدخلوا على عبد المؤمن خباءه ليلاً فيقتلوه. وظنوا أن ذلك يخفي من أمرهم. وأن عبد المؤمن إذا فقد ولم يعلم من قتله صار الأمر إليهم. لأنهم أحق به إذ كانوا أهل الإمام وقرابته وأولى الناس به. فأعلم بما أرادوه من ذلك رجل من أصحاب ابن تومرت من خيارهم اسمه إسماعيل بن يحي الهزرجي. فأتى عبد المؤمن فقال له: يا أمير المؤمنين لي إليك حاجة. قال: وما هي يا أبا إبراهيم فجميع حوائجك عندنا مقضية. قال: أن تخرج عن هذا الخباء وتدعني أبيت فيه ولم يعلمه بمراد القوم. فظن عبد المؤمن أنه إنما يستوهبه الخباء لأنه أعجبه فخرج عنه وتركه له. فبات فيه إسماعيل المذكور فدخل عليه أولئك القوم فتوله بالحديد حتى برد. فلما أصبحوا ورأوا أنهم لم يصيبوا عبد المؤمن فروا بأنفسهم حتى أتوا مراكش وراموا القيام بها. فاتوا البوابين الذين على القصور فطلبوا منهم المفاتيح فأبوا عليهم. فضربوا عنق احدهم وفر باقيهم وكادوا يغلبون على تلك القصور. ثم إن الناس اجتمعوا عليهم من الجند وخاصة العبيد فقاتلوهم قتالاً شديداً من لدن طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. ثم إن العبيد غلبوهم على أمره. ولم يزل الناس يتكاثرون عليهم إلى أن أخذا قبضاً باليد فقيدوا وجعلوا في السجن إلى أن وصل أبو محمدٍ عبد المؤمن إلى مراكش فقتلهم صبرا. وقتل معهم جماعة من أعيان هرغة بلغه أنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015