الباب السادس عشر

في النوادر

328 حكي أن بعض الحسدة وشى بالوزير الكاتب ابن مقلة الذي انفرد في زمانه بعلو الخط وحسنه: وادعى انه غدر الملك في بعض الأمور فأمر الملك بقطع يده فلما فعل به هذا الأمر لزم بيته وانصرفت عنه الأصدقاء المحبون ولم يأته أحد إلى نصف النهار.

فتبين للملك أن الكلام عليه باطل. فأمر بقتل الذي وشى بابن مقلة ورده إلى ما كان. فلما رأى إخوانه أن نعمته عادت إليه عادوا له يهنونه وأقبلوا إليه يعتذرون. فانشد:

تحال الناس والزمان ... فحيث كان الزمان كانوا

عاداني الدهر نصف يومٍ ... فانكشف الناس لي وبانوا

ومكث يكتب بيده اليسرى بقية عمره. ولم يتغير خطة حتى مات

معجزة ظهرت في حصار مدينة وبذ

329 خرج أمير المؤمنين أبو يعقوب من إشبيلية قاصداً بلاد الأدفنش. فنزل على مدينة له عظيمة تسمى وبذ. وذلك أنه بلغه أن أعيان دولة الأدفنش ووجوه أجناده في تلك المدينة. فأقام محاصراً لها أشهراً إلى أن اشتد الحصار وبرح بهم العطش. فأرسلوا إلى أمير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015