وأمير المؤمنين بفضله كرمه قد أضعفها. وقد استوفيت نصفي وبقي نصفه. فضحك حتى استلقى واستفزه ما كان سمع. فتحامل له فما زال يضرب بيديه الأرض ويفحص برجليه ويمسك بمراق بطنه حتى إذا سكن قال: علي به فأتى به. وأمر بصفعه وكان طويلاً. فقال: وما جنايتي. فقلت له: هذه جائزتي وأنت شريكي فيها. وقد استوفيت نصيبي منها وبقي نصيبك. فلما أخذه الصفع وطرق قفاه الوقع أقبلت ألومه وأقول له: قلت لك إني ضعيف معيل وشكوت إليك الحاجة والمسكنة وأقول لك: خذ ربعها أو سدسها وأنت تقول لا آخذ إلا نصفها. ولو علمت أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه جائزته الصفع وهبتها لك كلها. فعاد إلى الضحك من عتابي للخادم. فلما استوفى نصيبه اخرج صرة فيها خمسمائة درهم وقال: هذه كنت أعددتها لك فلم يدعك فضولك حتى أحضرت شريكاً لك. فقلت: وأين الأمانة. فقسمها بيننا وانصرفت (للشريشي)

إبراهيم الموصلي وإبراهيم المهدي عند الرشد

323 قال الرشيد لإبراهيم بن المهدي وإبراهيم الموصلي وابن جامع: باكروني غدا وليكن كل واحد قد قال شعراً إن كان يقدر أن يقوله وغنى فيه لحناً. وإن لم يكن شاعراً عنى في شعر غيره. قال إبراهيم بن المهدي: فقمت في السحر وجهدت أن أقدر على شيء أصنعه فلم يتفق لي. فلما خفت طلوع الفجر دعوت بغلماني وقلت لهم:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015