إني أريد أن أمضي إلى موضع لا يشعر بي احد حتى أصير إليه. وكانوا في زبيديات لي يبيتون فيها على باب داري. فقمت فركبت في إحداها وقصدت دار إبراهيم الموصلي. وكان قد حدثني أنه إذا أراد الصنعة لم ينم حتى يدبر ما يحتاج إليه. واعتمد على خشبةٍ له فلم يزل يقرع عليها حتى يفرغ من الصوت ويرسخ في قلبه. فجئت حتى وقفت تحت داره فإذا هو يردد صوتاً أعده. فمازلت واقفاً أستمع منه الصوت حتى أخذته. ثم عدونا إلى الرشيد فلما جلسنا للشرب خرج الخادم إلى فقال: يقول لك أمير المؤمنين يا ابن أم غنني. فاندفعت فغنيت هذا الصوت والموصلي في الموت حتى فرغت منه. فشرب عليه وأمر لي بثلاثمائة ألف درهم. فوثب إبراهيم الموصلي فحلف بالطلاق وحياة الرشيد أن الشعر له قاله البارحة وغنى فيه. ما سبقه إليه أحد. فقال ابن المهدي: ياسيد فمن أين هو لي أنا لولا كذبه وبهته. وإبراهيم يضطرب ويضج. فلما قضيت أرباً من العبث به قلت للرشيد: الحق أحق أن يتبع وصدقته. فقال للموصلي: أما أخي فقد أخذ المال ولا سبيل إلى رده. وقد أمرت لك بمائة ألف درهم عوضاً مما جرى عليه. فأمر له بها فحملت إليه. (الأغاني) 324 ذكر المبرد أن المهلب بن أبي صفرة قال يوماً وقد اشتدت الحرب بينه وبين الخوارج لأبي علقمة اليحمدي: امددنا بخيل اليحمد. وقال لهم: أعيرونا جماجمكم ساعة. فقال: أيها الأمير إن