نفسيك ملك لا يصف إلا بشيء لين خفيف. والتفت فإذا بجراب من ادم معلق في زاوية البيت. فقلت: ما أخطأ ظني عسى فيه ريح. إن أضحكته ربحت وأخذت الجائزة وإلا فعشر صفعات بجراب منفوخ شيء هين. ثم أخذت في النوادر والحكايات والنفاسة والعبارة. فلم أدع حكاية أعرابي ولا نحوي ولا مخنث ولا قاض ولا نبطي ولا سندي ولا زنجي ولا خادم ولا تركي ولا شاطر ولا عيار ولا نادرة ولا حكاية إلا وأحضرتها حتى نفذ كل ما عندي وتصدع رأسي. وفترت وبردت ولم يبق ورائي خادم ولا غلام إلا وقد ماتوا من الضحك. وهو مقطب لا يبتسم. فقلت: قد نفذ ما عندي ووالله ما رأيت مثلك قط. فقال لي: هيه ما عندك. فقلت مابقي لي سوى نادرة واحدةٍ. قال: هاتها. قلت: وعدتني أن تجعل جائزتي عشر صفعات وأسألك أن تضعفها لي وتضيف إليها عشر صفعات أخرى. فأراد أن يضحك ثم تماسك وقال: نفعل. يا غلام خذ بيده. ثم مددت ظهري فصفعت بالجراب صفعة فكأنما سقطت قطعة من جبل.

وإذا هو مملوء حصا مدوراً فصفعت عشراً فكادت أن تنفصل رقبتي وطنت أذناي وانقدح الشعاع من عيني. فصحت: يا سيدي نصيحة. فرفع الصفع بعد أنعزم على العشرين. فقال: قل نصيحتك. فقلت يا سيدي إنه ليس في الديانة. أحسن من الأمانة وأقبح من الخيانة. وقد ضمنت للخادم الذي أدخلني نصف الجائزة على قلها وكثرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015